الأحد، 4 نوفمبر 2012

الطلاق .. صعوبات ومتغيرات وحتميات تجاوزها 

كثيراً ما رأينا تحول الطلاق بين الزوجين إلى طلاق دامٍفالطلاق ذلك الانفصال العسير لاثنين ما ، كانا كياناً واحداً يحدث شرخاً وانقساماً في مجمل العائلة المتهالكة 
وكثيرا ما تتعسر معالجته .. وكلما كان الألم كبيراً رغب احدهما على الأقل في ايذاء الآخر أكثر
وكل ما كانت طريقة الانفصال غير حضارية كلما القت بتبعاتها على تفسخ العلاقة بطريقة غير مرضية لجميع الأطراف 

الطلاق خسارة لكل من الطرفين وجب محاولة الخروج منه بأقل الخسائر الممكنة ولطالما يحدث الخوف عند الطلاق 
الخوف والقلق من المستقبل وعواقب الأمور يسيطر ومشاحنات شديدة وصراع امتد في العادة طوله ومداولات عدة يحاول فيها كل طرف الخروج
بنتائج مرضية لا تكبده خسائر جسيمة كفقدانه الأولاد أوالمنزل وحتى المكانة الإجتماعية التي يتمتع بها
بالإضافة للخسارة الروحية في فقد شريك مساند كان لفترة جزءا منه وتوأماً لروحه بغض النظر عما كانت ما يتخلل تلك الفترة من مساؤى

خلال اتخاذ تلك الخطوات تدخل المحيطين أمر له سلبياته وايجابياته إذ يستطيع المحيطين مد يد العون التي يحتاجها الشريكان والدعم
أو إيقاد نار البغضاء والكراهية بعد العجز عن تقديم الحلول

لحظة الطلاق علامة فارقة فيها من الأذى ما فيها لكل فرد من أفراد العائلة ـ ذلك الكيان المنفصل ـ
لحظة تترتب عليها أشياء ومتغيرات يتحتم معاملتها بروية وبعيداً عن عاطفة مشروخة
والملاحظ خلو مجتمعاتنا في الغالب لمؤسسات اصلاح اجتماعية وفي العديد من دولنا بدأ يفقد
دور حكيم من أهلها أو أهله المنصوص عليه اصلا في القرآن والمتوارثة في التقاليد القيمة والأهمية

أخذت المحاكم دورا مهم للفصل بين الطرفين
 ونعلم ما فيه من علانية وأذى للطرفين في سبيل حقوق مشروعة وانصاف يرتجيه كلاً منهما لنفسه

تحول عملية الطلاق إلى معركة يجهل كلا الطرفين عواقبها ويحاول الانتصار فيها لهو أمر مؤسف 
فحتى أقل الاطراف خسارة هو خاسر بطبيعة الحال
حيث تفشل الأمور في كثير من الأحيان في عدم تحويل الألم المترتب على عملية الطلاق إلى إيذاء للآخر

التصرف بحكمة يأتي بإيجابياته للجميع في المستقبل و التصرف الراقي أفضل من اتباع سبل عقيمة بل مسرطنة يمكن أن تتفاقم
سلوك غير إيجابي عامل هدم قوي لهذه العلاقة المهدمة المتفككة أصلا

لا بد من خسارة لكليهما المادية والإجتماعية ونحوه لكن يتحتم الوعي بأنه يمكن تجاوزها بكل حيثياتها

المحافظة على عدم زعزعة كيان الطفل أو المراهق الصغير أمر بالغ الأهمية فكلما تخلخت هذه النفسية الهشة هذا الكيان الملائكي صعب اصلاحه فيما بعد

الجدير بالذكر إننا نرى الكثير من حالات الطلاق تتحول إلى صراع مرير عسير بين الزوجين ولا يهتما في هكذا حالة للتأثيرات المحيطة بهما
ففي الواقع ما هم فيه يعمي عيونهم عن رؤية ما عداه ..... تلك اللبنات الصغيرة 

تقديم تنازلات من الأطراف وإن كان صعبا في بدايته إلا أنه أكثر نفعا وفائدة ... 
يجب الوعي بأنه مهما كانت الآلام تلك اللحظة ف فكل طريقة غبية في التعامل ستشكل آثار أكثر خطورة في المستقبل
لذا يجب تضميد الجراح ما أمكن والصمود في هذه الفترة الحرجة التي تكون فيها الخسارة النفسية في أعلى مستوياتها ..

التنازل يبدأ بالقدرة على الكلمة الطيبة وعدم إيذاء الطرف الآخر في مراحل الطلاق 


لا داع لإعادة فتح الضوء على عيوب الطرف الآخر وأخطاءه أو إلزامه بالذنب في موجة الغضب المتكرر 

التنازل يبدأ من القدرة على الابتسامة في احلك الظروف في تلك اللحظات التي تكون الدمعة فيها الأقرب

التنازل عن بعض ما تعتبره حقوق لك كاعتذار ونحوه ؛ وحده من سيدفع هذه السفينة الهائمة إلى بر آمان يرسو فيه الجميع 
تمالك أعصابك وابتعد عن العواطف والتعامل بعقلانية
وكن واثقاً أنك إذا فعلت ما هو صائب تتخطى هذه المرحلة الحرجة إلى أفضل بإذن الله كن واثقاً أن لك القدرة على التخطي والتجاوز ..

يخطي أي زوجين باعتقادهما أنه يمكن التخلي عن وجود الطرف الآخر في حياة الطفل مهما بُذل من جهد

من الاجحاف الحكم من المحيط بموت احد الأبوين في حياة الأطفال

الحياة دون ظل أحد الأبوين قاسية ومتعبة لذا يفترض من كلا الزوجين عدم التخلي عن مسؤلياته تجاه اطفاله
ودعم عائلته التي لم تعد عائلته على نحو ما لكنها بكل حال جزء منه لا يستطيع إي أحد إلغاء وجوده في أي لحظة
فالوالدين يبقيا دوما موجودين ولو في الذاكرة

التفاهم حول تربية الأولاد عند الطلاق ووجود جسر حوار بين الزوجين عند مداولات الطلاق هو من أهم السبل
التي تجعل عملية الطلاق جرح يمكن التئامه في نفوس الجميع ..
فاطمة أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق